قبل أيام . . . . حضر الى إسلام آباد أحد التجار المعروفين في السعودية وعمره ما يقارب الثمانين إن لم يكن قد تجاوزها
حضر هذا التاجر لمساعدة المتضررين من الزلزال في باكستان
وفي مجلس أحد الفضلاء في إسلام أباد كانت هناك دعوة للعشاء وحضر فيها هذا التاجر وأخذ يسأل مدراء اللجان الإغاثية العاملة في باكستان عن المناطق المتضررة وأخبرهم أن لديه مساعدة يريد إيصالها الى المحتاجين .
فأجابه أحدهم بأنه لا حاجة لأن يحضر الى باكستان , وكان عليه فقط أن يودع المبلغ في حساب الحملة السعودية لمساعدة المتضررين من الزلزال
فرد عليه . . . . أنا اريد أن أعطيهم بيدي . . . . أريد أن أذهب بنفسي الى المناطق التي ضربها الزلزال
وبالفعل . . . . ذهب هذا التاجر في اليوم التالي الى أحد المناطق المتضررة وكانت تبعد قرابة أربعة ساعات بالسيارة في طريق جبلي خطير . . . . وأزدادت خطورته بعد الزلزال
فلما وصل هناك رتب مع الجهات المسؤولة على أن يعطي الناس المحتاجين مبالغ مالية . . . كلٌ حسب حاجته
فالأرملة لها مبلغ أكثر من غيرها . . . . والأيتام حدد لهم مبلغ يناسب حاجتهم وكان يعطي كل بالغ في المخيم ذكورا وإناثا ولا يعطي الصغير لأنه كما يقول . . . سفيه ويخاف أن يسرق منه المبلغ أو يرميه ولا يبالي به
ولا تغيب الشمس الا وقد أعطى جميع من في المخيمات مبالغ مالية تسد حاجتهم شهر أو أكثر
وقد أستغرق توزيع المبلغ كاملا خمسة عشر يوما , لأنه كان يصرف مليون ريال الى روبيات والريال يعادل 16 روبية تقريبا .
فكان يذهب الى المناطق المتضررة يوميا منذ الصباح الباكر ومعه ما يقارب 16 مليون روبية باكستانية ولا يعود الا مساءا وقد أنفق المبلغ كله .
والعجيب في الأمر . . . . أن المسؤولين الباكستانيين عرضوا عليه أن يوفروا له الحماية فرفض وغضب , وقال أنا أتيت لمساعدتهم ولا أضنهم يسعون لأيذائي , ثم أنه لم يبقى لي شيء في الدنيا أندم عليه .
وقد حفظه الله سبحانه ورجع الى السعودية سالما , مع أن جميع من في تلك القرى والجبال قد علم بخبره وعلموا بأنه يأتي يوميا ومعه مبالغ كبيرة ومع ذلك لم يصبه شيء !!!
وقد عجبت لأمر هذا الرجل الذي ترك السعودية وذهب الى الجبال التي ما تزال تهتز بين الحين والآخر لكي يوصل مساعدته الى إخوانه بيده
ومع هذا كله . . . لم يرد لنفسه الشهرة . . . ولم يكتب الإعلام عنه شيئا
قصة عجيبة . . . . . يكفيني ذكرها وأترك لكم التعليق عليها